سلاح الإنسان الفعال لمواجهة أمراض العصر

المواد الغذائية.. سلاح الإنسان الفعال لمواجهة أمراض العصر

المصدر : مترجم

لا تكمنُ أهمية الغذاء الذي نتناوله فقط في الطاقة التي يوفرها لجسم الإنسان.
ويمكن أن يكون للغذاء تأثيرٌ كبيرٌ على قدرة الجسم على مواجهة الأمراض، ومن أهمها أمراض القلب والسرطان والسكري، بالإضافة إلى أنَّ الغذاء قادرٌ على مواجهة الأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم والعظام الضعيفة.
وأكد الخبراء أنَّ الغذاء يمكن أن يكون سلاحاً فعالا ضدَّ الأمراض، وخاصة أمراض العصر، التي انتشرت كثيراً في العقد الأخير، كارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية.
كما قالوا إنَّ التركيز على المواد الغذائية النشوية كالبطاطا على سبيل المثال، إلى جانب المواد الغذائية المأخوذة أساساً من النبات كالخضار والفواكه، يمكن أن تكون من أفضل الأسلحة للجسم، التي تواجه المشاكل التي تؤثر على الصحة.
هذا ويعمل الغذاء نفسه، الذي يواجه أمراض السرطان والقلب، على حماية العظام والأمعاء أيضاً.
وقام العلماء مؤخراً بتحديد أهم الأغذية التي تعمل كأسلحة قوية لمواجهة الأمراض التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

مواجهة السرطان

على الرغم من أنَّ نسب الإصابة بأمراض السرطان باتت ترتفع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إلا أنَّ نسباً كبيرة منها -حسبما أكد الخبراء- كان من الممكن تجنبها.
وأشاروا -ومن خلال الدراسات العلمية الحديثة- إلى أنَّ ثلاثين إلى أربعين في المئة من حالات السرطان، كان من الممكن تجنبها لو ركَّز المصابون على تناول المزيد من الخضار والفواكه، وقللوا من المواد الغذائية المليئة بالدهون.
هذا وبيَّنت الدراسات أنَّ نحو سبعين في المئة من حالات السرطان يمكن تجنبها، من خلال ممارسة التمارين الرياضية، إلى جانب المحافظة على اللياقة البدنية.
وكانت دراسات سابقة قد ربطت بين استهلاك الإنسان للمواد المليئة بالدهون وإصابته بالسرطان.
ولكنَّ الدراسات العلمية أكدت مؤخراً أنَّ تناول الخضار والفواكه، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة، يعتبر عاملا مهماً في منع الإصابة بالأمراض أكثر من فكرة الامتناع عن تناول المواد الدهنية فقط.
وقالت اختصاصية التغذية والباحثة في معهد بحوث أمراض السرطان في الولايات المتحدة الأميركية: "إنَّ التركيز على تناول الخضار والفواكه يبدو أنه أكثر قدرة على مواجهة أمراض العصر، أكثر من الامتناع فقط عن تناول المواد المليئة بالدهون".
وعلى الرغم من أنَّ العلماء لم يحدّدوا بعد السرّ الأساسي وراء أهمية الخضار والفواكه وجميع المواد الغذائية القائمة على أساس نباتي في مواجهة الأمراض، إلا أنهم أثبتوا أهميتها وقدراتها الفعالة.
كما ركَّز العلماء على نوعين أساسيين من الغذاء، واللذين يعتبران فعلا أسلحة فعالة يستخدمها الجسم لمواجهة أمراض السرطان وارتفاع ضغط الدم والقلب والشرايين، وهما المواد المقاومة للتأكسد الـ"antioxidants" وكيماويات الفايتو الـ"phytochemicals".

المواد المقاومة للتأكسد

تعملُ المواد المقاومة للتأكسد -وفقاً لما أكده العلماء- على محاربة الجذور الحرة التي تتلف الخلايا، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض كالسرطان.
وتوجد المواد المقاومة للتأكسد كالكارتينويدز، وهي البيتاكاروتين والليسوبين والفيتامين C والفيتامين E، في الفواكه والخضراوات والمواد الغذائية القائمة على أساس نباتي كالسبانخ والحبوب.
وتعطي مادة الكارتينويدز الفواكه والخضار ألوانها الصفراء والبرتقالية والحمراء، كما تعطيها فائدتها الغذائية الكبيرة في مواجهة الأمراض.
وتعتبرُ مادة الليسوبين، التي توجد في البندورة، وتعطيها لونها الأحمر، قادرة فعلا على مواجهة مرض السرطان.
وبيَّنت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية أنه عندما زاد الرجال المشاركون في التجربة من نسبة البندورة الطازجة في نظامهم الغذائي، وتناولوها على الأقل مرتين في الأسبوع بكميات معقولة، كانت قد قلت لديهم نسب احتمال إصابتهم بمرض سرطان البروستات بنسبة الثلث، بالمقارنة مع الرجال الذين لم يتناولوها أبداً.
كما أنَّ مادة الليسوبين لا توجد فقط في البندورة، بل إنها توجد وبشكل كبير في البطيخ، وفي الكريب فروت الأحمر، بالإضافة إلى أنَّ هذه الفواكه مليئة بالفيتامين C والفيتامين A.
من جهتها تقول الدكتورة بينيلوبي بيركينز: "على الرغم من قلة عدد الدراسات التي أكدت فعالية البطيخ في التقليل من احتمالية الإصابة بالسرطان، إلا أنَّ لهذه المواد فائدة غذائية كبيرة مثبتة علمياً، وليس لها أبداً أيّ أعراض جانبية. لذلك فلا يوجد أيّ مانع من الاعتماد عليها كسلاح أساسي للجسم".

كيماويات الفايتو

تعملُ كيماويات الفايتو، التي توجد في الفواكه والخضار، على حماية الجسم من الأمراض؛ إذ إنها تعيق نمو الخلايا الخبيثة، وفقاً لما ذكره العلماء.
وأضافوا: "هذه المواد مواد طبيعية توجد في الخضار والفواكه، وتشمل هذه الخضار الملفوف والزهرة والبازلاء والفاصولياء والصويا وحليب الصويا".
وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح تماماً لدى العلماء كيفية عمل هذه المواد على مواجهة الأمراض، إلا أنهم متأكدون من أنه في حال تمَّ الاعتماد على هذه الخضار، فإنَّ الشخص يكون قد عمل على حماية نفسه من الإصابة بالسرطان.
وبيَّنت الدراسات أنه يفضل تناول هذه المواد المغذية التي تقي من الإصابة بالسرطان، كالخضار -الملفوف والزهرة على سبيل المثال- على الأقل مرة واحدة في اليوم.
كما أشارت الدراسة إلى أهمية تناول خمس حصص من الفواكه على الأقل، بالإضافة إلى تناول المواد الغذائية النشوية كالبطاطا والمواد الغذائية المليئة بالبروتين كالبازلاء والفاصولياء على الأقل مرة واحدة في اليوم.
ولا تعتبر الأدوية كحبوب الفيتامينات، التي تؤخذ كمكملات للمواد المغذية، عوضاً عن تناول هذه المواد المغذية الحقيقية.
وقالت الدكتورة إيمي جاميسون الاختصاصية في مجال التغذية: "في حال اعتمد الشخص على تناول الفيتامينات والمعادن كمكملات، وبدلا من تناوله للخضار والفواكه، فإنه يكون قد أدخل إلى جسمه أنواعاً محددة من الفيتامينات والمعادن دون سواها".
وأضافت: "وهنا يكون الشخص قد حرم جسمه من كميات كبيرة من كيماويات الفايتو، التي توجد في الفواكه والخضار".

سلاح الإنسان الفعال لمواجهة أمراض العصر 131304

سلاح الإنسان الفعال لمواجهة أمراض العصر Images?q=tbn:ANd9GcROn4IurpMDoMXmXKMWoisiyPnmm8OERIJ48wDSJ0fkdu1dJbv8